وسط حالة من الترقب والقلق التي تسود الأوساط التجارية والاقتصادية في اليمن، أكدت معلومات موثوقة أن ميناء عدن، الذي يعد شريان الحياة الاقتصادية للبلاد، يواصل عمله بكامل طاقته وبشكل طبيعي، مما ينفي الشائعات التي حاولت إيهام الرأي العام بتوقفه.

يأتي هذا التأكيد في وقت تتكشف فيه أبعاد مؤامرة يُعتقد أن “المجلس الانتقالي الجنوبي” يقف خلفها، مستخدمًا أسلوب حرب المعلومات كوسيلة للضغط على الحكومة وخلق أزمة اقتصادية مصطنعة.

على أرض الواقع، وبحسب مشاهدات من الميناء، فإن الحركة التجارية نشطة، حيث ترسو السفن التجارية بانتظام، وتعمل الرافعات بكفاءة عالية في تفريغ آلاف الحاويات التي تحمل المواد الغذائية والسلع الأساسية. حركة الشاحنات مستمرة، مما يؤكد أن الحياة التجارية في الميناء تسير بشكل جيد، وأن العمليات اللوجستية تتم كما هو مخطط لها دون أي عوائق.

لكن هذه الصورة الواقعية تتناقض مع الحملة الإعلامية المكثفة التي أطلقتها وسائل إعلام تابعة لما يُعرف بـ”المليشيات الانفصالية” في الجنوب، والتي استهدفت زعزعة الثقة في أهم منفذ اقتصادي في البلاد من خلال نشر أخبار كاذبة حول توقف الميناء.

تُعتبر هذه الخطوة جزءًا من استراتيجية أوسع تهدف إلى خلق أزمة اقتصادية عبر إثارة البلبلة في الأسواق، مما يؤدي إلى رفع الأسعار، والضغط السياسي باستخدام الأزمة كورقة ضغط في مفاوضاتها مع الحكومة، وزرع اليأس بين السكان المحليين.

في ظل هذا المشهد، برزت دعوات قوية لوسائل الإعلام والمواطنين للتحري الدقيق في نقل المعلومات وعدم الانجرار وراء الأجندات المشبوهة، حيث يؤكد مراقبون أن الهدف من هذه الشائعات هو صناعة واقع مزيف يخدم أطرافًا معينة على حساب المصلحة العامة.

إن استمرار عمل ميناء عدن يعد رسالة واضحة بأن محاولات زعزعة الاستقرار لن تنجح، وأن الحقيقة تفرض نفسها رغم محاولات التضليل، ويبقى الميناء شاهدًا على صمود الاقتصاد اليمني في مواجهة هذه الحملات التي تهدف إلى إرهاق المواطن وتعقيد الأزمة.